Getty Images
بقلم كريستيان كاريمبوصحيح أن إسبانيا فازت، لكن تشيلي سهَلت لها المهمة. دخلت
الى اللقاء وهي تتصدر المجموعة وأرادت أن تحافظ على هذا المركز بهدف تجنب
البرازيل في الدور المقبل. ولأنهم كانوا متحفزين لتقديم مباراة جيدة، وضع
التشيليون أنفسهم تحت الضغط وقدموا للأسبان هديتين بسبب إفتقادهم الى
التركيز أو بسبب العصبية. وفي مواجهة سرعة التنفيذ والموهبة الأسبانية،
خصوصا أندريس إنييستا ودافيد فيا، كان الخطأ لا يرحم.
وخلافاً للشوط الأول، تحررت تشيلي في الشوط الثاني لكنها
كانت تلعب حينها بعشرة لاعبين. نجحت في تقليص الفارق وقارعت أسبانيا في
الأداء. وفي وقت تعتبر السيطرة على الكرة من عادات المنتخب الأسباني، فإن
هذا الأمر لم يحصل في هذه المباراة حيث كانت السيطرة 54%، مقابل 46%، ضد
خصم يلعب بعشرة لاعبين. على مستوى الإندفاع والطاقة التي بذلت، لقد فاجأتني
تشيلي.
أما بالنسبة لأسبانيا، فهي المنتخب الذي كنا ننتظره. بشكل
عام، هي سيطرت على جميع خصومها بفضل إسلوبها الشامل الإعتيادي: تمركز خلفي
جيد، لاعبو وسط حيويون، تغيير في الإيقاع، مع لمسة المفاجأة التي يقودها
تشافي. تعرف كيف تنتقل بسرعة من الخلف الى الأمام، وهو العامل الذي يصعب
الأمور على أي خصم كان.
لكن الأسبان ما زالوا في طور التحمية، وبشكل خاص لأن
فرناندو توريس ليس في كامل عطائه. أسبانيا منتخب إعتاد على إنهاء هجماته.
لا تسجل دائماً، لكن تنهي بشكل عام جميع هجماتها، وفي أغلب الأحيان عبر
توريس. هذا النقص كان واضحاً ضد سويسرا حيث، ورغم السيطرة على الكرة
والهجوم المتواصل، لم تحصل على فرص واضحة. هذه الحال كانت أيضا أمام تشيلي،
ربما لأن توريس لا يزال دون مستواه الإعتيادي.
بالنسبة لي، هذه ليست أسبانيا الحقيقية، لكنها تقترب.
أراد فيسنتي دل بوسكي أن يكوَن منتخباً واثقاً، لكن مع التركيز على الناحية
الهجومية. يحب اللعب السلس، مع الإعتماد على تشكيلة صلبة في الخلف - حيث
لا يشارك بيكيه وبويول بالهجوم سوى خلال الكرات الثابتة - وعلى الإختراق
عبر الجناحين من الناحية الهجومية. مهما كانت هوية الخصم، فهو من يفرض
أسلوبه.
عندما لعبت تحت إشرافه في ريال مدريد، كان يقول لنا قبل
كل مباراة: "تعلمون ما يجب عليكم فعله، وعلى الخصم أن يتأقلم (مع طريقة
لعبكم)". هذا الأمر لم يتغير منذ أن إستلم الإشراف على أسبانيا والدليل:
الخصم هو من غير تكتيكه، من خلال إبقاء هومبرتو سوازو على مقاعد الإحتياط.