Getty Images
بقلم كريستيان كاريمبوليس من السهولة على الإطلاق مواجهة فريق نعرف جميع لاعبيه
لأننا نلعب معهم أو ضدهم كل أسبوع. وقد أثبتت ذلك مباراة ثمن النهائي مساء
الثلاثاء بين أسبانيا والبرتغال. فالأسبان واجهوا كريستيانو رونالدو، الذي
يعد أحد أفضل لاعبي العالم والذي يعرفونه جيدا لأنه يلعب على ملاعب
"الليجا" منذ سنة.
وبالإضافة إلى ثقة الفريق الأسباني بقوته التي سمحت له
بالسيطرة على المباراة وتحقيق الفوز المنطقي فيها، فقد استفاد أيضاً من
معرفته بالسلاح الرئيسي في المعسكر المواجه. وأنا شخصيا مررت بهذا الموقف
عندما واجهت إيطاليا وأسبانيا بين 1998 و2000. هذا ليس بالطبع ضماناً
للنتائج، لأن المعرفة متبادلة، بمعنى أن الخصم يعرفك بدوره، لكننا نستطيع
أن نستعدّ بشكل أفضل لمباراة عندما نعرف مَواطن القوة والضعف لدى بعض
اللاعبين. وفي هذه الحالة يتشاطر الذين لديهم معرفة أكثر معلوماتهم مع
زملائهم في الفريق، فيمارس اللاعب العارف في هذه الحالة دور المدرّب بعض
الشيء. ولعل الفريق الأسباني استفاد من معرفته بأسلوب كريستيانو رونالدو،
وخصوصاً خصمه المباشر سيرجيو راموس الذي يعرفه حتماً أكثر من أي شخص آخر!
ومع إدراك الفريق الأسباني أن رونالدو هو مصدر الخطر الدائم، فقد تدبّر
أمره لضبطه وعزله.
من جهته، ربما لم يحسن الفريق البرتغالي الاعتماد على
أفضل لاعبيه. فقد أظهر الفريق تسرّعاً في محاولته الدائمة التمرير لرونالدو
بدل أن يعمل كفريق ليضع هذا اللاعب في أفضل المواقف. فرونالدو لا يستطيع
أن يفعل كل شيء وحده. ولربما عمد الفريق البرتغالي في لاوعيه إلى الاتّكال
على لاعبه الأفضل آملاً أن يتمكن بمفرده من إحداث الفرق.
وبما أني لعبت إلى جانب زين الدين زيدان، فأنا أعرف ماذا
يعني وجود لاعب خارج عن المألوف في الفريق. لكن الفريق البرتغالي لم يفعل
ما فعلناه لنسمح لزيدان بالتألق. وحتى لو أن الأمور تصبح أسهل بوجود لاعب
كهذا، فإن نجاح أي فريق يعتمد قبل كل شيء على تماسكه وعلى الطريقة التي
يستخدم بها سلاحه الأمضى في أفضل الظروف. وهذا ما لم يحسن الفريق البرتغالي
القيام به.